طى النسيان

Friday, November 27, 2009

مع نسمة الشتاء

أستيقظ من نومى و دفء السرير كى أجلس على هذا الجهاز لعلى أجد خبر مفرح أو أى شىء مريح و لكن يبقى الحال على ما هو عليه لأشعر بعدها ببرودة تحتل أطراف أصابعى و لا أعلم ان كانت برودة الموقف أو برودة المكان , وبغض النظر عن أى النوعين يجتحانى شعور للتفكير فى أى مشروف ساخن . لتذكرنى تلك اللحظات بذكريات الشتاء الجميلة فتجلعنى مبتسمة لتكتب يدى تلك الكلمات عنه ...................................................................................................
جاءت نسمة الشتاء تهب عبيرا فوق أغصان الشجر . تعيد نسمة مسرورة لأعماق كون . قالوا فى الشتاء توقف عن الحياة, جمود و صخرة صماء فى اشعارهم . قالوا جليد على قلوب العاشقين أو برد يصيب البشر يزيد الحياة جفاءا و قسوة . قلت بل هو نسمة باردة فوق الخدود لتراها متألقة بندى الصباح أو مطر غزير يطهر النفس الكئيب . قلت أنه حياة فيه الحياة متفردة المعانى و الأحاسيس لترى شجرة بلا أوراق لكن تزيننها ورودو ممتزجة بروز هادىء و أبيض جذاب كأنها فى عالم ساحرات جميلات . ففى الشتاء عالم مختلف لأتنسم ريح المطر و هل يوجد للماء رائحة الا فى تلك الأيام ؟ ! فهى رائحة تعانق الحياة مع الحياة , تعانق حياة سماوية مع حياتنا الأرضية ليزيد الكون حبا و صفاء , تعانق المحبين من برد الشتاء بتشابك الأيدى و الأحضان . أتراه بعد ذلك يزيد القلب جفاء ؟! . ففى الشتاء سكون و هدوء عن صخب الصيف , جنون الخريف و حتى دلع الربيع . أرى فيه الشمل يزداد تحت سقف يسترهم من العيون ؛ أرى فيه أكواب ساخنه مختلفة المشروبات و الأمزجة لتضيف الى الحياة تنوع . أرى فيه أطفال يمرحون تحت المطرو كبار تداعبهم ذكرى الصغرو على البيوت تهتز ملابس مغسولة راقصة نشوة . و هناك فى ذاك المكتب أو غيره أوراق تتطاير تلاعب صاحبها و تجدد فيه النشاط و العزم مباعدة عنه الكسل. و فى هذا البستان تتحرك الأشجار و تتمايل و كأنهم كورال ينشد أغنية تعيد الأمل و تبعث فى نفس الحزين طربا و فرح . انه حياه و لكن بشكل مختلف . حياة تبعث فى العين سرور و راحة بتلك الفتيات المستورات حتى لو رغما عنهن فهن أقل أيذاءا للعين من عرى الصيف و بهرجة الربيع . أحب الشتاء لأنه حياة و لكن بشكل مختلف و أذا أردت أن ينزل ثلوجه على أرضى فسأجعلها تجمد كل الذكريات الحزينة . تقولون: كيف و هل سيفرق الثلج بين الثلوج؟! . قلت : نعم فالحزن يطفو بطبعه و تبقى الذكرى الجميلة مكنونة محفوظة كى نرجع اليها يوما و بذلك تزيد صاحبها صفاء الشتاء و طهر المطر . أحب الشتاء لانه فيه الحياة و لكن بشكل مختلف , متميز متفرد الأحاسيس و النغم . ففيه يسقط المطر و يطهر الكون . فاسقط أيها المطر و لين قلوب العصاة و لين عقول البشر ؛ بلل أرضنا البوار لتخرج زرعة خضراء وسط الرمال , لتخرج وردة بيضاء على أغصان الشجر . أسقط أيها المطر بلا توقف لتغسل هموما للفؤاد , لتزيل ظلم الأنفس . أسقط بلا هوان فكم نحتاج لنقاؤك . أسقط لعلك تزيل الفتن ؛ لعلك تغرق الظالمين الطغاة فى مركبهم المتمادى فى بحر الحياة أو تجعلنا نصنع سفينة نوح للنجاة. أسقط فسقوطك يفتح أبواب السماء لعل الله يستجيب دعوة . أسقط دمعا على أحوال الأرض أو فرحا بتطهيرها . فيا شتاء أشتد فى بردك و مطرك ففيك الحياة و لكنها بشكل مختلف . فيك تحن القلوب على النائمين على أرصفة الشوارع ؛ فيك تلين القلوب من قسوتها على المساكين . فكيف يقولون بعد ذلك ان فيك الجمود ؟! بل فيك يا شتاء أجمل معانى الحياة و لكن تحتاج من يتحسسها فى سكونك و فى برودتك . فجمل يا شتاء حياتنا و أبعث فى الحياة طهر و أمل . زد حياتنا صفاء فأنت شىء مختلف.
posted by Moslma-N at 9:46 PM 0 comments

عيد سعيد




عيد سعيد ان شاء الله . عيد جميل يبدأ بمطر الشتاء :-) كل عام و أنتم جميعا بخير
posted by Moslma-N at 12:12 AM 0 comments

Thursday, November 19, 2009

يارب



ماذا يحدث فى هذا العالم ؟


يارب اذا ارد القوم بفتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين و لا ضالين مضلين


posted by Moslma-N at 6:07 PM 1 comments

Friday, November 13, 2009

ظلام و صباح

جلسوا على المائدة فى صمت و كأنهم عادوا الى نقطة البداية من جديد بعد هذا "القرار الصعب" . فهى تشبه خارجيا جلسة "قصة حب " بعدما أعلنوا الأثنين قبلا لماذا كنا "نبحث عن أنفسنا " و نحن أقرب الى أنفسنا منها و لكن هذه الجلسة مختلفة المضمون و المشاعر.فهم فى صمت كما اعتادوا عليه و لكنه الآن ليس صمت خجل الحب , بل صمت دهشة , ألم , و استرجاع ذكرى.عتاب كبير تحاول اعينهم أن تخفيه التى قالت من قبل "فى عينيك عنوانى" . فأين ذهبت هذه العين ؟! تغيرت أم تغير مالكها .أما العقل فمحاصر بنسيان يدفعه ليريحهم , صراع يحويه القلب لتسأل هى : لماذا هذا العناء ؟ فلم تجد أجابة و لكن ليس لصمت المكان بل لتخيل الأشخاص ف"اعتذرت عن وهم" . فما كان أمامها خيال و لم يكن هناك أحد على المائدة بل كان هناك أشخاص آخرين يعرفونها و لا تعرفهم , تخاف الأقتراب منهم , راجية فى مكنون نفسها الأبتعاد حتى و لو بالخيال . خيال مصمت يعلن من جديد انه نفسها رغم سكونه و ظلمته و أن الرحلة مستمرة . فما لبثت فى الوقوف للهروب حتى وقف معها . صرخت فوجدت صداه يأتى , صدى صوتها أم خيالها , لقد عادت لجنونها أم عقلها لتتذكر أن فى صوتها صوته و العكس صحيح و بذلك لن تسمع الا نفسها و لن ترى الا خيالها !! أصرت على الهروب و الأبتعاد سريعا فسارت فى شوارع المدينة وحيدة حزينة مخبئة يدها فى ملابسها رافعة رأسها الى السماء و كأنها لا تريد النظر الى هذه الأرض الطينية الصلبة لتجد حمام أبيض جميل يرفرف . رباه لم ترى مثله من قبل , انه يطير و ينتشر و كأنه يقدم عرضا استعراضيا , فيرفرف فى حركة دائرية غاية فى الروعة ثم يتحركون بشكل سريع فى سلاسة لتنحرف الدائرة مكونة قلب أبيض جميل . ذهلت هى من ذاك المنظر و وجددت نفسها تخرج يدها مشيرة اليهم , مبتسمة و كأنها نسيت كل شىء مرددة " هذا ما أريد " و كأنه "مجهول يجذبها" . لتجد أن مشهد الحمام مرصع بماسات جميلات فى السماء يرتدين طرحة بيضاء ووجوههن غاية فى الجمال . و فى وسط هذا المشهد الرائع تنقطع أنوار المدينة ليختفى عن عينها ما ترى و عادت لما هى فيه . نظرت حولها فلم تجد خيالها الذى كان يلازمها ليعلن عجزه عن الأستمرار فى هذا الظلام . لقد ذهب دون سابق أنذار معللا لسان حاله انه ذهب لانقطاع الأنوار فاذا عادت سيعود . لم أكن ادرك مدى ضعفه و خوفه من الظلام الا فى هذه اللحظه و ان كان متججا على طبيعته. طبيعة ضعفه أو طبيعة حبه للظهور فى النور ليكون واضحا صريحا . و استمرت هى سائرة فى تلك الظلمة بكل عزة و قوة تحتمله . فهى لا تنتظر الان رجوع تلك الأنوار المادية بل تريد شىء أسمى . أجهدها السير فجلست على أريكة فى تلك المدينة المظلمة الخالية الا من أشباح بشر .اسندت رأسها الى الوراء لتتنسم بعمق أى نسمة هواء نقية , لتجد الهلال قابع فى السماء رفيع منحنى و كأنه خنجر لامع منير يجذبك شكله و يطعنك بسنه . خنجر قطع باقيه من بدر جميل ليمكث هلالا لا يقدر على أنارة الأرض و بالتالى لن يعود الخيال . نظرت اليه مندهشة من فعلته منتظرة ان كان سيعود مرة أخرى بدرا . طال انتظارها كثيرا فسرقها الوقت حتى اشتد الليل فى ظلمته . و فى وسط هذا الظلام تسمع الله أكبر مدوية فى الجو فعلمت انه فجر يومها فرفعت يدها الى السماء قائلة "يارب" . حينها ابتسمت و لم تحزن لأنتظارها حيث وجدت بعد تلك الظلمة صباح ثابت ساطع لا يتغير كالهلال و لا يختفى كالخيال , بل يبث فى الحياة أمل و يمحو ظلم المعاصى و الذلل . صباح يكون معها دائما , فاذا آتى ليل فهى واثقة انه سيعود . فهكذا الحياة بين ظلام و نور و الأهم ان نحتمل الأثنين و يستمر الصباح كما استمرت معه سابقا دون أن تدرى . نعم استمرت معه فحياتنا هذه ماضى
فى فعل كان اذا نظرنا لدار الخلود
...............................................................................................................
كانت فى هذه التدوينة تدوينات سابقة :
قرار صعب
http://m-f-p.blogspot.com/2007/04/blog-post_17.html
قصة حب
http://m-f-p.blogspot.com/2008_02_01_archive.html
نبحث عن أنفسنا
http://m-f-p.blogspot.com/2007/12/blog-post_10.html
اعتذر عن وهم
http://m-f-p.blogspot.com/2007/12/blog-post_12.html
مجهول يجذبنى
http://m-f-p.blogspot.com/2008/01/blog-post.html
يا رب
http://m-f-p.blogspot.com/2008/01/blog-post_30.html
posted by Moslma-N at 3:37 AM 3 comments