طى النسيان

Saturday, October 9, 2010

طريقة حياة


الحب ليس كلمات متداولة

يعبر عن لحظة نشوة

أو حتى لحظة نزوة

هو شىء أسمى من ذلك بكثير

هو ذلك الشىء الذى لا نستطيع أن نلمسه

فنكون متشوقين دائما لمعرفة ماهيته

فنستزيد فى التعبير عنه بالطرق و الأساليب

قد تصيب هذه الطرق و قد تخطأ

قد تكون عنيفة و قد تكون فى منتهى الرقة

قد تكون قسوة و قد تكون حنينا

قد تكون بعدا أو قربا

قد تكون ألما أو فرحا

هو الشعور بلذة الشىء و نقيضة

من أجل المحبوب

فيصبر المؤمن فى المحن و الابتلاء

بالرغم من الألم لان ما يخفف الحزن هو القرب من المحبوب

هو معرفة ان الله يبتلينا لانه يشتاق لسماع صوتنا و دعائنا

و يفرح المؤمن بفضل الله

لانه يعلم أن المنحة كرم من الله لا يستحقه

فيكون حال الحبيب هو الحب للمحبوب فى جميع حالاته

و من علاقتنا بالله نتعلم

مثلما نرى الورود فترتاح العين لمعانى الجمال

فنعلم أن خالقها هو أجمل بكثير فهو الجميل

و من ثم ينعكس ذلك الأحساس على جوارحنا

فنجد أنفسنا نهتم بمعانى الجمال و النظافة

هذا هو الحب

حالة انعكاسية

اذا تعلق الحبيب بالمحبوب

سواء كان الحبيب و المحبوب كبير أو صغير

فى أطار أبوى , أخوى , أو أطار الصداقة و الزواج

فهما يعكسان الصفات الجميلة على بعضهما

و يحاولان تفادى القبيح منها

و هنا لا يكون الحب مجرد كلمات

نزوة أو لحظة نشوة

بل طريقة حياة

و لو علم الأزواج أن الحب طريقة حياة

لما ازدادت حالات الطلاق

الحب صبر , تضحية , وفاء , صدق , أخلاص , تسامح و سلوك

انه تلك المعانى المكررة على أسماعنا التى نحتاج أن نرسخها

و لن ترسخ الا بالأفعال و الأحتكاكات و المحن و الابتلاءات حتى يمحص الصادقين فى عالم الحب من الكاذبين

يبدو فى كلامى اننى أكاد أتكلم عن عالم آخر غير عالمنا البشرى الدنيوى

هو حقا كذلك

هو ذلك العالم الذى ينفرد و يتفرد فىه المحبوبان عن هذا العالم الخارجى

ليس انعزالا أو انقطاعا

و ليس انغماسا

و لكنها حالة من الاستقلالية

حتى لا يتوه فى ذوات و مشاكل الأخرين

و يبقى فى النهاية الحب طريقة للحياة من أجل الحياة

فاليست الحياة و من حولنا هم الذين يحددون طريقة الحب فتتحدد الحياة بحدودهم

الرسول صلى الله عليه وسلم بالحب بنى مجتمعا متماسكا

و لم يحدث أن مجتمع جاهلى متعصب متشتت هو الذى فرض طريقته عليهم

بل هذا المجتمع المسلم الصغير فى أوائل الدعوة

بحبهم لله ثم للرسول

هم الذين فرضوا طريقة الحياة

ببذل , بتضحية , بصبر

و يبقى الحب بالأضافة الى كل ذلك

هو ذلك المكان الذى تتلاقى فيه الأرواح المتشابهة

فتتعانق الأرواح دون الأجساد
و لكن الأجساد أحيانا تحن للتلاقى فتتفقد الأماكن
بحثا عن الحبيب ...
posted by Moslma-N at 2:11 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home