طى النسيان

Monday, September 13, 2010

الحب و النكاح

الحب مثل هذه الوردة البيضاء التى لا تحمل فى طياتها أى حروف مزيفة بل تحمل برقتها كل معانى الصدق و الأخلاص

بالأمس حضرت خطوبة أعز الصديقات و الأخوات الى قلبى

هذه الجميلة التى تقدم لها فى الوقت الذى تقدم فيه خطيبها عرسان كثر و لكن القلب موجه لشخص

فتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

" لم ير للمتحابين مثل النكاح "

و تفاصيل هذا الحديث على هذا الرابط لمن أراد معرفة معنى و مدلول الحب فى ذلك الحديث بما لا يتعارض مع الشرع .

http://www.mltzm.com/vb/showthread.php?t=23135


أجمع جميع من شاهد العروسين على طيبة قلوبهم . فتذكرت " الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات " . لأشاهد قصة أخرى فى ذهنى . انها ليست خيالية بل واقعية مثالية و قد يعرفها الجميع و لكن من يعمل بها ؟! . أين هذا الأب الذى يبحث لابنه أو بنته عن زوج أو زوجة تقية فيركز على معانى التقوى لا غيرها من أى اعتبارات شخصية ؟ و أين هذا العريس الذى يبحث عن تحقيق التقوى لا التشدق بها فينفذها دونا عن غيرها من أى اعتبارات شخصية بل لتكون التقوى فى النفس فوق أى اعتبارات الشخصية و راحة ظاهرة و لذلك سميت تقوى و لو لم تكن التقوى فوق راحتنا لم تكن لتسمى تقوى و لنرى تلك المعانى بصدق فى هذه القصة الرائعة :

دخل أحد الأشخاص الطيبين ذات يوم إلى مزرعة مر عليها و كان جائعا متعبا فشدته نفسه لأن يأكل و بدأت المعدة تقرقر فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة فمد يده إليه ثم أكل نصفها بحفظ الله و راعيته ثم شرب من ماء نهر بجانب المزرعة ، لكن انتبه بعد ذلك من غفلته بسبب الجوع و قال لنفسه : و يحك كيف تأكل من ثمار غيرك دون استئذان و أقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة يطلب منه أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد .. قال صاحبنا .. دخلت بستانك الذي بجوار النهر و أخذت هذه التفاحة و أكلت نصفها ثم تذكرت أنها ليست لي و أريد منك أن تعذرني في أكلها و أن تسامحني عن هذا الخطأ فقال الرجل : لا أسامحك و لا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد فقال صاحبنا و هو (ثابت بن النعمان ) : و ما هو هذا الشرط؟قال صاحب المزرعة : أن تتزوج ابنتي ، قال ثابت : أتزوجها ، قال الرجل : و لكن انتبه إن ابنتي عمياء لا تبصر ، وخرساء لا تتكلم و صماء لا تسمع و بدأ ثابت بن النعمان يفكر و يقدر – أنعم بها من ورطة – ماذا يفعل ؟ ثم علم أن الإبتلاء بهذه المرأة و شأنها و تربيتها و خدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة و ما الأيام و ما الدنيا إلا معدودات ، فقبل الزواج على مضض و هو يحتسب الأجر و الثواب من الله رب العالمين . وجاء يوم الزفاف و قد غلب الهم على صاحبنا : كيف ادخل على امرأة لا تتكلم و لا تبصر و لا تسمع فاضطرب حاله و تمنى أن لو تبتلعه الأرض قبل هذه الحادثة و لكنه توكل على الله و قال (لا حول ولا قوة إلا بالله إن لله و إنا إليه راجعون ) و دخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه المرأة تقوم إليه و تقول له السلام عليك ورحمة الله و بركاته فلما نظر إليهاتذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة . قال بعد صمت ما هذا ؟ إنها تتكلم و تسمع و تبصر فأخبرها بما قال عنها أبوها قالت : صدق أبي و لم يكذب ، قال اصدقيني الخبر قالت أبي قال أنني خرساء لأنني لم أتكلم بكلمة حرام و لا تكلمت مع رجل لا يحل لي .. و أنني صماء لأنني ما جلست في مجلس فيه غيبة و نميمة و لغو .. و أنني عمياء لأنني لم أنظر إلى أي رجل لا يحل لي ..

فالننظر و نعتبر بحال هذا الرجل التقي و هذه المرأة التقية و كيف جمع الله بينهما


حقا هذه القصة فوق أى تصورات منطقية لنعلم أن " و من يتق الله يجعل له مخرجا " . التقوى هى الحل . رأى الرجل أن الحل فى التقوى و أن يصبر على ابتلاء هذا الزواج الذى لا يقبله أحد بهذه المواصفات . فهذا زواج ليست مشاكله نابعة من غير الزوجة فيخفف على نفسه القدر بل نابعة من الزوجة نفسه و هذا ابتلاء أشد وقعا على النفس و لكن يكون الجزاء من جنس العمل فيكافؤه الله على تقواه و صبره على الابتلاء و عدم هروبه منه . .


ثم تذهب عينى فى سلسلة متناغمة مفعمة بالحب تارة و من الأسى على فقدان تلك المعانى الراقية فى زخم الحسابات الشخصية و المادية فى هذا الزمن تارة أخرة الى هذه الأنشودة الجميلة التى وقعت أمام عينى قدرا على هذا الرابط :


http://www.facebook.com/video/video.php?v=101204579942955



ما أجمل معانى الحب اذا تحققت بأخلاص

و ما اسؤها اذا زينت بزيف الألحان و الشعارات
posted by Moslma-N at 5:57 PM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home