طى النسيان

Friday, November 13, 2009

ظلام و صباح

جلسوا على المائدة فى صمت و كأنهم عادوا الى نقطة البداية من جديد بعد هذا "القرار الصعب" . فهى تشبه خارجيا جلسة "قصة حب " بعدما أعلنوا الأثنين قبلا لماذا كنا "نبحث عن أنفسنا " و نحن أقرب الى أنفسنا منها و لكن هذه الجلسة مختلفة المضمون و المشاعر.فهم فى صمت كما اعتادوا عليه و لكنه الآن ليس صمت خجل الحب , بل صمت دهشة , ألم , و استرجاع ذكرى.عتاب كبير تحاول اعينهم أن تخفيه التى قالت من قبل "فى عينيك عنوانى" . فأين ذهبت هذه العين ؟! تغيرت أم تغير مالكها .أما العقل فمحاصر بنسيان يدفعه ليريحهم , صراع يحويه القلب لتسأل هى : لماذا هذا العناء ؟ فلم تجد أجابة و لكن ليس لصمت المكان بل لتخيل الأشخاص ف"اعتذرت عن وهم" . فما كان أمامها خيال و لم يكن هناك أحد على المائدة بل كان هناك أشخاص آخرين يعرفونها و لا تعرفهم , تخاف الأقتراب منهم , راجية فى مكنون نفسها الأبتعاد حتى و لو بالخيال . خيال مصمت يعلن من جديد انه نفسها رغم سكونه و ظلمته و أن الرحلة مستمرة . فما لبثت فى الوقوف للهروب حتى وقف معها . صرخت فوجدت صداه يأتى , صدى صوتها أم خيالها , لقد عادت لجنونها أم عقلها لتتذكر أن فى صوتها صوته و العكس صحيح و بذلك لن تسمع الا نفسها و لن ترى الا خيالها !! أصرت على الهروب و الأبتعاد سريعا فسارت فى شوارع المدينة وحيدة حزينة مخبئة يدها فى ملابسها رافعة رأسها الى السماء و كأنها لا تريد النظر الى هذه الأرض الطينية الصلبة لتجد حمام أبيض جميل يرفرف . رباه لم ترى مثله من قبل , انه يطير و ينتشر و كأنه يقدم عرضا استعراضيا , فيرفرف فى حركة دائرية غاية فى الروعة ثم يتحركون بشكل سريع فى سلاسة لتنحرف الدائرة مكونة قلب أبيض جميل . ذهلت هى من ذاك المنظر و وجددت نفسها تخرج يدها مشيرة اليهم , مبتسمة و كأنها نسيت كل شىء مرددة " هذا ما أريد " و كأنه "مجهول يجذبها" . لتجد أن مشهد الحمام مرصع بماسات جميلات فى السماء يرتدين طرحة بيضاء ووجوههن غاية فى الجمال . و فى وسط هذا المشهد الرائع تنقطع أنوار المدينة ليختفى عن عينها ما ترى و عادت لما هى فيه . نظرت حولها فلم تجد خيالها الذى كان يلازمها ليعلن عجزه عن الأستمرار فى هذا الظلام . لقد ذهب دون سابق أنذار معللا لسان حاله انه ذهب لانقطاع الأنوار فاذا عادت سيعود . لم أكن ادرك مدى ضعفه و خوفه من الظلام الا فى هذه اللحظه و ان كان متججا على طبيعته. طبيعة ضعفه أو طبيعة حبه للظهور فى النور ليكون واضحا صريحا . و استمرت هى سائرة فى تلك الظلمة بكل عزة و قوة تحتمله . فهى لا تنتظر الان رجوع تلك الأنوار المادية بل تريد شىء أسمى . أجهدها السير فجلست على أريكة فى تلك المدينة المظلمة الخالية الا من أشباح بشر .اسندت رأسها الى الوراء لتتنسم بعمق أى نسمة هواء نقية , لتجد الهلال قابع فى السماء رفيع منحنى و كأنه خنجر لامع منير يجذبك شكله و يطعنك بسنه . خنجر قطع باقيه من بدر جميل ليمكث هلالا لا يقدر على أنارة الأرض و بالتالى لن يعود الخيال . نظرت اليه مندهشة من فعلته منتظرة ان كان سيعود مرة أخرى بدرا . طال انتظارها كثيرا فسرقها الوقت حتى اشتد الليل فى ظلمته . و فى وسط هذا الظلام تسمع الله أكبر مدوية فى الجو فعلمت انه فجر يومها فرفعت يدها الى السماء قائلة "يارب" . حينها ابتسمت و لم تحزن لأنتظارها حيث وجدت بعد تلك الظلمة صباح ثابت ساطع لا يتغير كالهلال و لا يختفى كالخيال , بل يبث فى الحياة أمل و يمحو ظلم المعاصى و الذلل . صباح يكون معها دائما , فاذا آتى ليل فهى واثقة انه سيعود . فهكذا الحياة بين ظلام و نور و الأهم ان نحتمل الأثنين و يستمر الصباح كما استمرت معه سابقا دون أن تدرى . نعم استمرت معه فحياتنا هذه ماضى
فى فعل كان اذا نظرنا لدار الخلود
...............................................................................................................
كانت فى هذه التدوينة تدوينات سابقة :
قرار صعب
http://m-f-p.blogspot.com/2007/04/blog-post_17.html
قصة حب
http://m-f-p.blogspot.com/2008_02_01_archive.html
نبحث عن أنفسنا
http://m-f-p.blogspot.com/2007/12/blog-post_10.html
اعتذر عن وهم
http://m-f-p.blogspot.com/2007/12/blog-post_12.html
مجهول يجذبنى
http://m-f-p.blogspot.com/2008/01/blog-post.html
يا رب
http://m-f-p.blogspot.com/2008/01/blog-post_30.html
posted by Moslma-N at 3:37 AM

3 Comments:

مش مرتحالك يا أمول
حاسة ان فى حاجة , الطرحة و الحمام الابيض . عايزين نفرح بيكى بقى بس تعزمينا مش زى الخطوبة ;)

اسماء

November 14, 2009 at 3:02 AM  

This comment has been removed by the author.

November 14, 2009 at 3:21 AM  

يا هلا يا هلا
ايه قلب الباذنجانه دا , انتى لسه فاكرة . بس فيكى الخير , كفاية انك افتكرتى و سألتى . و مش عارفه يعنى لما كل حد يقابلنى يقولى عايزين نفرح بيكى و انا يعنى أفرح بمين :-) ربنا يتمم ليكى على خير .
و بعدين متفهميش غلط , الطرحة و الحمام دى رؤية شفتها فحبيت أدمجها فى العمل الفنى مش أكتر :-)
و لا أنوى الآن الأقدام على مثل هذه الخطوة و تبقى ارادة الله فوق كل شىء.
فما أتمناه حقا شىء كالصباح جميل ساطع ثابت و لكن أين هذا الصباح و متى ؟! شىء لا أريد التفكير فيه

دمتى بكل ود

November 14, 2009 at 3:26 AM  

Post a Comment

<< Home