طى النسيان

دموع الفرح

بالرغم من حضورى كثير من افراح صديقاتى الا ان هذه المرة مختلفة

ذهبت اليها من الصباح الباكر لمساعدتها فى اى شىء تحتاجه مع جو اسرى اكثر من رائع

حتى قارب موعد العريس المنتظر

شعرت بدقات قلبى تتسارع و كأننى مكانها

حتى اتصل العريس و أخبر انه على وشك القدوم

و بالطبع لم تلخوا الشرفة من اشخاص تنتظر رؤيته

قادم هو من بعيد فى يديه ورود حمراء قريبة الى صدره و كأنه يسقط فيها كل معانى القلب-الحب

بالطبع لم يمر هذا الموقف بدون ضحك و تعليقات قد نراها عادية مثل "ايوه يا عم ..الحب الحب" و لكنها اخجلت العروسة

و جاء العريس و جاء وقت اعلان قراءة الفاتحة كبداية خير لزيجة مباركة ان شاء الله

و بعدها سارع الجميع على العروس لتقبيلها و كنت انا الاولى بجانبها فحضنتها و لم تتمالك عينى من مسك دموعها

كنت دائما اسمع عن دموع الفرح , ربما بكيتها و لكننى اول مرة اشعر بها

ربما لانى مع سمر مرت بنا مواقف لم نمر بها من قبل

مواقف فرح و حزن و تضحية . فهى خير مثال لمعنى الحب فى الله

احبك يا سمر و اتمنى ان ابكى هذه الدموع لباقى صديقاتى خاصة نااااادية و غادة

فى المحن تزداد معانى الحب

لان تعرف ان هناك من يحبك و يشعر بك امر رائع و لكن لان ترى من يحبك يعبر عن حبه بشكل تلقائى غير متوقع فهذا شىء اكثر من رائع

يقال "لا يقع الا الشاطر" و لم أجد خير من هذه المقولة لتبرير وقوعى "حفاظا على البرسيتج" (: .وقعت و لكن من الترام . لم اشعر بنفسى الا و انا مفترشة على الارض و حولى مجموعة من الناس يحاولون ايقافى و الاطمئنان على

اما عن صديقاتى فتعبيراتهم فاقت الكلمات و كلماتهم ما هى الا استكمال لصورة تعبر عن كل معانى الحب, و قلت حينها "لازم يعنى الواحد يحصله حاجة " و احببت ان ازود جرعة التعبيرات الجميلة فى جو ملىء بالضحك , فقلت لهم "تخيلوا انى ..."فقاطعونى بعد الشر , كنا متنا وراكى .

اما على الجانب الاخر فشعرت ان الشخص احيانا قد يفعل اشياء فى وجهة نظره بسيطة و لكنها كبيرة جدا فى نظر الاخر . فسبب الوقوع هو ان مجموعتنا كلها ركبت الترام ماعدا واحده. و فى التردد بين النزول لانتظارها و بين الاستكمال قررت ان انزل قبل ان تشدد سرعة الترام و لكن حدث ما حدث ووجدت هذه الصديقه بين الشعور بالذنب انها السبب و بيت فرحها الشديد الواضح فى تعبيراتها و كلمات تقديرها اننى فعلت ذلك من اجلها

"مش بيقولوا هم يبكى و هم يضحك"

تناقضات نفسية و عالمية

لا اعلم هل التناقضات النفسية هى التى انعكست على العالمية ام العكس؟

فى جو من التناقض بين ما نريد و ما نفعل

بين ما نشعر به و بين ما نقوله

بين الحق و الباطل

بين الوعى و اللاوعى

بين الماء و النار

بين الحقيقة و السراب

جاءت احداث غزة

لا نعلم هل نهنأ أمة بعامها الجديد الذى لم يذكر للانشغال بالعام الميلادى و بين حزننا لاهالينا فى غزة

الحقيقة ان وضع اهالينا محزن من زمان و لكن هناك من لم يشعر به الا بعد هذه المجازر

و لا اعلم هل هذه الاحداث جاءت فى هذا الوقت تحديدا لانهاء عام هجرى بمجازر و بدايته بمجازر تحقيرا لهذه الامة مثلما اعدم الرئيس صدام فى اول يوم فى العيد الاضحى أم انها محض الصدفة

و تستمر سلسة التناقض

بين الشعارات العالمية لحرية الانسان و بين الواقع

بين ما يريده الشعوب و رفضهم التام لصهيون و ما تفعله الحكومات لمساندتهم

و مازالت السلسلة مستمرة

عاصفة

عاصفة تملأ الجو تراب و تجعله اصفر كالبرتقال

فهى هى عاصفة الدمار أم تريد أن تجعلنا مثلها؟

هى الاثنين معا, تريد تدمير الذل و الهوان بأن نكون مثلها