طى النسيان

Friday, July 30, 2010

ارجوحة المشاعر

ارجوحة المشاعر

ذهب لحديقة الحب مبكرا بعد انتهاء الدراسة مباشرة ليبحث بين الألعاب فى سعادة عن تلك اللعبة التى تناسبه و تناسب أمكانياته و ظروفه . فهو خارج من كلية شاقة صرف أهله فيها الكثير . يبحث و يبحث حتى يجدها . ها هى أرجوحة بعيدة عن كل الألعاب الصاخبة فى مكان هادىء . ذهب اليها و قال لها : اتقبلى ان اكون عليكى , ان أسعد بوقتى معك , أن أتمتع بنسيم الهواء و أنا مستريح على سطحك الأملس لكى تغازلنى أشعة الشمس الذهبية . رفضت الأرجوحة فى البداية فهى غير كل الألعاب . لم يركبها أحد قبله و لعل اراد صانعها أن تكون بعيدة هادئة فلا يلمحها ألا من يلحظ للجمال معنى . رفضت فقال لها : لم أتوقع منك ان يكون هذا ردك فأنا الذى أفهم الجمال . صمتت برهة و ردت فى حياء : توكل على الله و أصعد . ركب عليها . شعر بالسعادة . شعرت بالسعادة لسعادته . مازالت تأرجحه بلا قوة حتى لا يسقط و بلا بطىء حتى لا يمل و لكن فى توازن و تناغم ساحر . ثم استئذنها لميعاد الرحيل واعدا أياها العودة . ذهب باحثا عن عمل فوجد عمل عده فى نظره نقلة جميلة ارتفعت به كنقلة الأرجوحة الجميلة الى السماء . فكر فيها و تبسم كى يمتزج الأحساس بكلا النقلتين فى شعور رائع فهى التى تجعل الشمس تداعبه بألوانها الذهبية . ذهب اليها يوم أجازته و شكرها فهى اول من أشعرته بماذا تعنى النقلة من فوق سطح الرض . ثم ذهب فهذا ميعاد رحيله . أصبحت هى و هو متعلقان ببعضهما . و فيم الأستعجاب ألم يحن الغصن الى الرسول ! فالعلاقة أحيانا بين الجماد و الأنسان تكون أحن و أقوى من علاقة بين انسان و أنسان . أصبح يذهب للأرجوحة باستمرار . أحبها و أحبت مجيئه . أعلن فى يوم لها أنه سيغادر لمهمة و أنه سيتركها . ودعته باكية و لكنها حزنت فى قرارة نفسها أنه لم يتمسك بها و أثرها عن المهمة . قد كان حينها يريد نزعها لأخذها و لكنها رفضت فالفضل لصانعها . كيف ستغادر و هو الذى جعلها فى ذلك المكان بعيدا عن ضوضاء الألعاب بالرغم انها منهم لتكون مميزة عجيبة ليلتفت اليها من يلحظ للجمال معنى . و لو كانت وسط الألعاب لم يكن ليراها . لم يتفهم تلك المعانى حينها و غادر . حزنت . حزن هو ايضا . لا يستطيع ان ينسى معنى الراحة التى توفره تلك الأرجوحة بمجرد الجلوس عليها . بجرد أخذها اياه ينسى الكون و ما حوله . هدوء عجيب فى راحتيها و طياتها . جاء اليها . سعدت مرت أخرى و حكت له معنى الأشتياق . أخبرته أنه كان هناك من أراد ركوبها و لكنها رفضت أن يتمتع براحتها غيره . فكل من حاول الركوب أوقعته مع اول أرتفاع ناظرين الأخرين اليها متعجبين فيم ركب هؤلاء و كيف أوقعتهم . و لكنها لا تستطيع الكلام مكتفية بنظرات الشفقة من الآخرين ظانين أنها تحن الى أياه و أخرين ظانين أنها ترمى بالآخرين أو الأخرين يتركوها . ظلت فى هذه الحالة بين نظرة القسوة و الشفقة باكية لا تبالى الا بفكرتها و هو ألا يتمتع براحتها غيره . سعد بتلك الحكايا فاعطاها امان كى تبوح بما هو أكثر . فقالت له : ان كل من حولى من أشجار , أزهار , وورود كانوا يفتقدونك و الشمس أغربت لأنها فقدت من تداعبة فجاءت مواسية لى فى كل صباح تبعث ذكرى على سطحى الأملس . سعد و زاده الحكايا نشوة . ظن انه امتلك الكون ووعدها انه لن يغادر مرة اخرى . صدقته . ظل يتأرجح و تسعد هيا به معه . وعدها أنه سيأخذها معه فى بيته الجميل الذى سيبنبه كى يشعروا بالراحة و السعادة معا . حزنت فى البداية انها ستترك ثوابتها و لكنها وافقت فى النهاية حيث ادركت أن ثوابتها لن تتغير و لكن فقط المكان الذى سيتغير . فهى ستنزع من مكان كى تثبت فى آخر أجمل و أهدى كى تنمو و تترعرع و لأنها ايضا ناقمة على الضوضاء التى حولها منزعجة منها و لكنه بعدما غادر وجدت ورقة ملقاة عليها قراتها فوجدت فيها : "عذرا ايتها الأرجوحة . قد وجدت معك المشاعر الصادقة و لكنى اخاف منك أن تحن لضجيج باقى الألعاب يوما فتطالبي بالركون اليهم ." صدمت ذهلت سكتت لبرهة تذكرت فيها كل ما سبق و لكن سرعان ما ارتسمت الحقيقة امامها انها لعبة , أرجوحة المشاعر, فماذا كانت تنتظر ؟َ! و هل هناك من يضحى من أجل جماد ؟ تمنت حينها ان تتبدل و لكن بعد ماذا ؟! فالقد اكتمل دروها و انتهى ! هى سعيدة بكل لحظة كانت صادقة و لكنها حزنت لاستهلاك سطحها الأملس فياليت لم يركبها أحد .

posted by Moslma-N at 7:04 PM

2 Comments:

اصبت التعبير ولكن لعل الله يرزق تلك الارجوحة فى يوم ما بالانسان الذى يستحق تلك المشاعر الصادقة
وقولى للارجوحة ان لا تندمى على مشاعرك
قولى لها انه قد خسرها وخسر مشاعرها الصادقة
وخسر لذة الراحةو الاستمتاع معها

لا تندمى يا سيدتى الارجوحه!!!!!

August 1, 2010 at 6:51 AM  

سمر . ازيك يا جميلة ؟ هى الأرجوحة بتتكلم عشان أكلمها :-) مفيش حد بيخسر حاجة يا سمر فى الزمن دا . دى مجرد خواطر من
خيالاتى و المراجيح كتيرة فى ملاهى الحياة :-)أشكرك لأحساسك بالأرجوحة بالرغم انها جماد

August 1, 2010 at 8:36 AM  

Post a Comment

<< Home