طى النسيان

Tuesday, July 27, 2010

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

عام مضى بكل ما فيه لينتهى بنفس الحزن الذى بدأ به . أقدار عجيبة تلك كى أتألم فى نفس الوقت و نفس الميعاد و كأنها رسالة من الله ان الذى اخترته لنفسى آلمنى مرتين فألم يأن الآوان الى الرضا بما قسمه الله و أن أظهر حسن التوكل الحقيقى . انه ذلك الميعاد الذى اترك فيه كل شىء لله بأخلاص دون أدنى تفكير منى . فعقلى القاصر قد يتوهم أشياء فى مصلحته و هى ليست كذلك و ربما لهذا السبب جعلنى الله أجرب مرة أخرى حتى يتيقن لى أن ذلك قدرى . فحزن قريب عاجل خير من حزن بعيد طويل فالأيام قادرة على أن تجعل الحقيقة ذكرى . و ها أنا الآن أدعو اللهم دبر لى فانى لا أحسن التدبير و اختار لى فاختيارك أفضل من ارادتى و اختيارى و اترك للأيام أن تهدينا للصواب و تزيد من بصيرتنا فالقد كانت نظرتى من عام مضى بفضل الله سليمة و تحسنت الكثير من الأحوال . فهناك من هى عزيزة على نفسى و لكن حدث لها مشاكل فى بداية زواجها و وصل الى حد الانفصال فهى لا تطلبه من فراغ و لكن من فراغ البيت و السكن و لكن زوجها يرفض و يتمسك بها كما تمسك بها قبلا حتى حاول أثبات نيته تجاهها و هذه نعمة و كفى بها فلا يهمنى الا معاملته معها و أن تهنأ طفلتهما فى سعادة و هناء فهى تمثل كل معانى البراءة و النقاء . و الأخرى فحدث معها ما لم نتوقعه جميعا . لكى يثبت لنا الله عز و جل لمرات عديدة أن فهمنا قاصر و أن الظروف السيئة التى تحيط بنا ما هى الا محكات لتبين من المتمسك فى هذا الزمان . فالقد أعطاها الله ما تريد . فحمدا لله و أخى رأينا فيه العدل الألهى داعين أن يكون تكفير للذنوب . و الأخر أدعوا له بالزواج فهذه أمنية معظم الشباب . أما أنا فالقد رأيت أشخاص كثيرة . منهم من تمسك بى و تركتهم و منهم من تمسكت بهم و تركونى فهل الثانية عاقبة الأولى و لكنى لست نادمة فقد كنت ابتغى مرضاة الله و ان كان فى الواقع ستار لما كانت تريده نفسى . ظننت أننى بذلك أصوب الخطأ لازداد تعلقا و تمسكا و أخلاصا لأشخاص رغم جرحهم و كنت على وشك اليقين و لم استوعب كيف يتبدل الأشخاص بعدما كانوا عامل فى ربط القلوب يكونوا هم نفس الأشخاص فى تفرقتها ليثبت الله لى أن فهمى مازال قاصرا و لكنى سأبقى لهم بالود محافظة فها هو مبدأى فى الحياة فأحاول أن أدرب نفسى على أن تعلو عن كل الصغائر . حزنت كثيرا و لكن فى المقابل سعدت كثيرا فكان عام فتح و خير . سعدت بأحوال أهلى و كفى بها نعمة . سعدت بأرادتى فى استكمال التمهيدى و اننى لم استسلم للحزن أول مرة لتأتى النتيجة مبشرة كى لا أستسلم للحزن ثانى مرة . سعدت بوقوف الله بجانبى و انه أعاننى على المواظبة فى الحضور و وقف معى فى مواقف قابلتها بسبب أرتداء النقاب . أكرمنى كثيرا فى الأمتحانات و النتيجة . سعدت بوضع أول لبنة فى مشروعى الشخصى الذى أراه لبنة نحو أمتى . سعدت بأنجازاتى فى عملى و بثباتى على مبادئى التى جعلت مدرستى الحبيبة تتمسك بى . أما أمى فأدعوا الله لها بالثبات فالقد رأت الكثير من الأبتلاءات و لكنى ظنى فى الله خير أن ذلك يعليها درجة . فالقد سمعت ان لم يبتلى الأنسان فى خلال أربعين يوما فاليحاسب نفسه فالعل هناك من الذنوب و الكبر و التعالى ما منعت الابتلاء و لا يفهم ذلك الا الفاهمون عن الله عز و جل . فكم منا تمنى أن يبتلى و يثبت فيه و لكن منا من وضعه الله فى الآختبار و الأبتلاء كى يختبر صدقه فر هاربا منسحبا من الأقدار ظنا ان ذلك سيكون هروبا الى أقدار أفضل . و لكن هذه الأقدار الأفضل قد تكون دائما محيطه بالمخاوف و محيطه أيضا بالانسحاب لأنها معلقة على الظروف فكيف تأتى الطمأنينه و بذلك سيخسر هؤلاء المنسحبون كل ما يألمهم و ان كان جميلا فيظلمون آخرين ظنا ان ذلك حقا لتحقيق فرصة أفضل و ان كانت مبهمة فكيف تكون الطمأنينه و الهدوء و السكينه . فان التعاسة ليست نابعة من سوء الأقدار و لكنها نابعة من أفكارنا و أنفسنا و ما الله بظلام للعبيد . و لقد مررت بالأبتلاء مع أشخاص و ظننت أن هذا الأبتلاء سيمحصنا و يغير فينا مخاوفنا و عنادنا كى نثبت على الحق أبدا و لكنه تكرر مرة أخرى بنفس الشكل ليبين حقيقة الأنفس . ليبين ان اليقين الذى نبحث عنه مصدره شىء واحد الا و هو الله عز و جل لا فى أفكارنا و منطقنا لأنه قد يصوب و يخطأ و ثمة خيط رفيع بين التوكل على الله و التواكل و بين أيضا التوكل على الله آخذين بالأسباب و بين التوكل على الله معتمدين على الأسباب حيث يختفى هنا معنى التوكل الحقيقى . أما أبى فلا يسعنى الا اننى أدعوا له و لأمى " رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " فاللهم أغفر لهم الذلل و تقبل منهم صالح العمل . و لكنى حزنت كثيرا . حزنت فى كل لحظة لم أعبد فيها الله عز و جل و تعلق قلبى بغيره فاستغفره على ما بدر منى . حزنت على كل لحظه ظننت فيها سوء مع من حولى و يعيش معى و لكن عذرا للظروف و لكنى أشعر الآن اننى أكاد أنظر الىهم النظرة الصحيحة التى لا فيها ظلم لى أو لهم و أحاول استغلال قسوة المواقف لأغلاق الصفحات المؤلمة فى حياتى بحلوها و مرها كى لا يتخللها حنين مرة أخرى . أما على الصعيد العام فسعدت باستقلال كوسوفا و ان لم تكن الأمم المتحدة اعترفت به و لكنه بادرة أمل ليكون ختامها مسك فى هذا العام . فعامى يبدأ من شعبان و ينتهى فيه . قبل كتابة كلماتى هذه كان الحزن يغمرنى و لكن عندما تذكرت نعم الله على نسيت حزنى لأجد لسانى مرددا الحمد لله و لا حول و لا قوة الا بالله و الله أكبر .
posted by Moslma-N at 9:03 AM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home