طى النسيان

Thursday, January 7, 2010

صوت و صورة



جلست على البيانو لتضرب بأصبعها عليه بالرغم من عدم تعلمها العزف . هى فقط تريد الخروج من تلك الحياة . تريد الأنتقال من كل شىء و بكل قوة تتحرك الأصابع لتخرج الحان غير متناغمة , تبدو مزعجة و أحيانا تسير الأصابع فى اتجاه واحد كرتم الحياة الممل. و أحيانا تتحرك أصابعها بمنتهى الخفة لتعلن عدم القدرة على التواصل أو رقة قتلت اللحن .

لا تريد التفكير . لا تريد البكاء . تعاند نفسها . تريد أن تبقى قوية و لكن دمعتها تهزمها و تكره الهزيمة , تكره الاستسلام . تستكمل العزف محاولة أن توقف نفسها و لكنها تعلم اذا وقفت سيزعجها عقلها و ستخرج مشاعرها صوت أكثر ازعاجا من تلك التى تعزفها يدها . تريد التوقف و لا تستطيع . لا تريد . و لكن أصابعها خانتها و أجهدت و أعلنت عدم قدرتها على الأستمرار مثلها مثل كل شىء فى تلك الحياة.

تتوقف لحظة تتأمل تلك الصورة أمامها .. صورة بها أشخاص يتحدثون على ضوء القمر و خلفهم زرع أخضر وورد حمراء. قالت لنفسها فيم يتحدثون ؟ فى المشاكل اليومية التى لا تنتهى . لقد أصبح الكلام الجميل الصادق الوفى قليل فى تلك الأيام . أستغربت من نفسها و حزنت لأنها لم تعد تسمع المشكلة و تراها من باب التجربة للأستفادة و لكن أصبحت تراها واقعا متكررا مريرا قد يحدث معها فخافت من الحياة كثيرا و من كل شىء . فهذه ليست نفسها و لا طريقة تفكيرها . ما الذى حدث و ما الذى غيرها !!ا
تقع عينها على الورود الحمراء . لم تعد تثق فى أحمراراها لانها أصبحت تخاف أشواكها . تتحرك عينها لترى القمر منيرا فى اللوحة و لكن لم يشدها ضوئه و لذلك رأته الأخير فى اللوحة ربما لانها أقتربت الى حقيقته الداخلية من كونه صخور صماء يعكس ضوء الشمس دون استئذان كى ينير نفسه على حسابها و مع ذلك لم يقلل هذا من قيمة الشمس بل أثبتت جدارتها على التعاون و مساعدة الغير أو أثبتت ضعفها على عدم سيطرتها عليه لانه تمكن منها و عكس نورها لتكون كفة الميزان متساوية . فهم الأثنين أعلنوا ضعفهم و أعلنوا قوتهم و استمروا فى تناغم و تكامل لانارة الليل و النهار. و مع ذلك مازالت تراه صخور صماء . حزنت كثيرا فهذه ليست نفسها أو طريقة تفكيرها ! لم تكن ترى الأشياء هكذا . كانت ترى دوما النصف الملىء من الكوب اللامع ليختفى هذا النصف تدريجيا فترى الكوب كله فارغ يعلن فراغا بالرغم من أعجاب الناس به . يكره الكوب نظرات أعجاب الناس به و تلميحاتهم لانه لم يعد يثق فيهم . فهم من شربوا ما به من مياه و تركوه فارغا به سؤر ذكراهم . يكره خداعهم و أحيانا خداعه فهو مخادع مثلهم . أظهر الكوب لهم بريقه فاهتموا و مازالوا يهتموا بشكله معلنين أعجابهم و كلا منهم يتمنى أن يفوز به و لم يهتموا بماذا سيضعوا فيه ؟ هل سيضعوا شىء ساخن يلسعه و هو لا يستطيع قول " آه , لقد جعلتمونى أتألم " . فيبكى دون أن يشعروا لمخالطة دموعه مشروبهم الساخن و كأنه يعلن الاندماج بمنتهى الألم . أم سيضعون شىء بارد سيجمده و هو لا يستطيع أن يظهر رعشته . أم سيتركوه وحيدا كى يرتاح فهو لا يريد أعجابهم بالرغم انه يزيده فخرا و نجاحا فى تلك الحياة وسط كل تلك الأكواب الفارغة . يقطع تأملها صوت يسمونه ملائكى يأخذها الى شىء فارغ كفراغ الكوب . ذلك الصوت يردت كلمات تبدو سلسة كظاهر البيانو و تبدو مزعجة كألحانها الأولى عليه . لقد قالت :
سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا
انها كلمات لتلك المنطقة الصامدة المسلوبة فلسطين لتزيد العقل ثورة و ازعاجا لما يحدث لها.
لتقع عينها على الوردة مرة أخرى فيخيفها شوكها أكثر من لونها و لتغمض عينها و تعلن عجزها عن الاستمرار فى التأمل كأى شىء فى تلك الحياة. حزنت فسقطت من عينها دمعة حيث لم تكن هذه نفسها و لا طريقة تفكيرها ثم استغرقت فى نوم حيث انقطاع لحن الحياة ليستكمل عالم الخيال دوره !!ا
posted by Moslma-N at 6:57 PM

0 Comments:

Post a Comment

<< Home