طى النسيان

Thursday, August 13, 2009

ملح وسكر


ملح وسكر

لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون مذاق احداهما رغم أني في أوقات ما أمل أحداهما وأفضله عن الآخر ولكن دون أدنى شك في أني استطيع أن أستغني عنه، ربما يجعلك إحداهما أكثر محبة وإشتياقاً للآخر في بعض الأحيان وذلك على الرغم من كونهما عنصران متضادان. ولا أخفي عليكم ان تأملي لقضية الملح والسكر في حياتي جعلني أدرك شيئا قائماً في حياتنا ولكن غالباً ما تنساه أذاهننا وتغفل عنه في أوقات ما نكون بأمس الحاجة إلي إدراكه وهو مبدأ المتضادات، حياتنا هذه بها الكثير من المتضادات، حياتنا عبارة عن أصناف كثيرة من الملح والسكر، كل شيء في حياتنا لا يمكن أن يكون له مذاق ولا يمكن أن يسعدنا إلا إذا إحتوى على الملح والسكر. حياتنا مليئة بالأشياء الجميلة، بها السعادة والحب، بها العائلة، بها الخير والعطاء، وتجد النجاح، وعلى الجانب الآخر تجد بها الغش والكره تجد الشر تجد العداوة تجد البغضاء وتجد أيضا الفشل. ولكن لا تكون الحياة حياة بحق في وجدود أحد هذين العنصرين دون الآخر. فلو كانت حياتنا ليس بها إلا الملح أو الأشياء التي نكره وجودها في حياتنا لكانت حياتنا مثل الجحيم لا تطاق ولانعدمت الحياة في ذاتها ولو تخيلنا العكس أن حياتنا كلها سكر في سكر وأن منغصاتها ذهبت للجحيم لفقدت الحياة معناها وضاعت لذتها ولكان الهروب منها هو الحل الوحيد. كذلك الحال في كل شيء في حياتنا ملح وسكر، عملنا به ملح وسكر، أحلامنا بها ملح وسكر، علاقاتنا مع من حولنا عبارة عن ملح وسكر، علاقتنا بأهلنا بأصحابنا بأحبابنا لا بد من الملح والسكر معا كي تستمر الحياة، كي تكون لها نكهة ومذاق. وكما نعرف جميعا أن الإفراط في تناول إحداهما يسبب مشاكل لصاحبه فكذلك الحال في حياتنا. الإفراط في أي من هذه المتناقضات يوقعنا في خلاف مع الحياة ومع من نحبهم، يجب أن يكون السكر موجود في حياتنا، يجب أن نبتسم في وجه من نحب يجب أن نشعرهم بنا وبحبنا لهم، يجب أن نسعدهم، يجب أن نطلق العنان لمشاعرنا ونجعل قلوبنا تذهب إليهم معلنة عن حبنا لهم، وكذلك الملح الذي يميز السكر ويجعله السكر ولكن الأمر مختلف قليلأ بالنسبة للملح، فالحياة هي التي تزودنا بالملح ويأتي دورنا في أن لا نتركها تعطينا ملحاً أكثر من حاجتنا فيفقد الملح مذاقه ويبقى شيئا لاذعا نتجرعه ونشكو مرارته، لايجب أن نترك المشكلات تأخذ نصيباً كبيراً من حياتنا، لايجب أن نتركها تدمر علاقاتنا بمن نحب، لايجب أن نجد أنفسنا وقد فقدنا أحبابنا إثر مشكلة عادية من مشاكل الحياة، حياتنا لن تكون إلا بالمشاكل ولكن بأيدينا يمكن أن نتحكم في هذه المشاكل، نتركها تمر بسلام علينا ولا نتأثر بها إلا بالدرس والحكمة والتجربة، لا نترك لها الفرصة كي تتحكم بنا وتكون هي لساننا الذي نتكلم به فنجرح به أقرب الناس إلينا، لايجب أن نترك مشكلاتنا تتحكم بنا فنجد أنفسنا نضيع من أيدينا أغلى ما بها، يجب أن نتمسك بهم، إذا كان التنازل عنهم هو أحد الإختيارات فالموت يجب أن يكون هو الأختيار الأسبق، غالباً ما يحدث الخلاف ولكن يوجد النقاش الذي يجعل كل طرف من الأطراف ينزل من برجه الذي شيده بأفكاره ونظرته للمشكلة ليسمع الطرف الآخر، يضع نفسه مكانه يشعر به كما يشعر بنفسه، يذهب إلى برج الطرف الآخر ليرى أفكاره ويعرف مشكلته يدخل بداخلها وحتما سيكون الحل، معظم المشكلات التي تحدث في حياتنا الآن سببها هو عدم إستيعاب كل طرف للآخر، أصبحنا الآن نفتقد لأن نسمع الآخر لذلك أصبحنا لا نشعر بالآخرين وبذلك لانجد لمشاكلنا حلاً سوى أن نتركهم، دائما تحدث مشادات ولكن يوجد الإستيعاب، تتضارب وجهات النظر وتتباعد ولكن يعود الحب ليربط القلوب بمصير واحد ويصبح الخلاف كأن لم يكن. فالغاية والهدف حتما أقوى من الخلاف. يجب أن ندرك قيمة الحياة وندرك قيمة من حولنا، نتعامل بحكمة مع مشكلاتنا، ندرك انها حتماً سوف تمضي وسوف تبقى مجرد ذكري وحسب تصرفك أنت الآن في مشكلاتك ستتحدد نوعية هذه الذكرة بالنسبة لك وهذا أيضاً سوف يحدد نظرة من حولك لك بعد هذه المشكلة، فاحذر من أن تخسرهم، احذرمن أن يبدر منك ما يجرحهم فان جرحتهم فانك ستكون قد جرحت نفسك وسترى هذا الجرح دائما في اعينهم، وإن جرحتهم ستخسرهم وإن خسرتهم فلن تعوضك الدنيا نفسها عنهم، فالدنيا كلها لن تساوي شيئا إذا خسرت أحدا من أحبابك الحقيقيين.
posted by Eng_nadia at 6:22 PM

9 Comments:

ايه يابنتى الكلام الجامد دا .
فكرتينى برسالة قرتها بخصوص الملح بتقول

وجودك عامل زى ملح السلطة
ممكن منحسش بيه , لكن لما نغيب بنفتقده و حياتنا مش بتنفع من غيره
هههههههههههه

و دى فعلا نظرية جميلة لان الناس ممكن تستغنى عن السكر خصوصا لو كانت مريضه بأمراض ما أو بتعمل رجيم . لكن الملح محدش بيستغنى عنه , ممكن يقلله بس مش بيتركه

هو احنا بنتكلم فى ايه بالظبط , فى الاكل و لا الحياه ؟ اه , افتكرت , الحياة
الحياة دى يا نادية القالب اللى احنا بنطبخ فيه و احنا اللى بنملى القالب دا و بنحدد فيه مقدار الملح و السكر . و المهم ان الاكله اللى نعملها و الطبخه بتاعتنا تكون مظبوطه و متوازنة عشان اكيد احنا مش هناكل لوحدنا , مفيش حد أبدا بياكل لوحده.

المهم بقى كفاية كدا عشان انا اصلا باكل دلوقتى و السندوتش فيه ملح و لا شطه زياده , مش عارفه , بس برده حلو و جميل عشان فى الاول و الاخر الاكل دا نعمة كبيرة من عند ربنا زى الحياة بالظبط

شكرا على التدوينة الجميلة دى و متغبيش كتير علينا يا سكر بأبداعاتك.

August 13, 2009 at 8:38 PM  

صحيح يا نادية انا طبعا أقصد انك السكر اللى منقدرش نستغنى عنه :-)

August 13, 2009 at 8:44 PM  

ya benty belra7a 3laya ana masta7melsh keda :P
thanks ya gamel... and u got the point...w el problem fe3ln mesh enena mesh benakol lewa7dena :)
w mat5afesh isa mesh hatawel keda bs enty b sara7a konty enough 3la el blog..so mayenfa3sh 7ad yeb2a m3ake ;) bas ana 2olt agy aday2ek shwaya bas :P

August 13, 2009 at 9:02 PM  

amaaaaaaaal nset a2olek ana 3yza 7eta mn el sandwitch :@ malessh d3waaaaaaaaaa :D

August 13, 2009 at 9:02 PM  

الحمد لله سبت السندوتش لانى مقدرتش أكمله , معندكيش وصفه لفتحان النفس يابنتى , بس وصفه غير الملح و السكر :-)

اه, الواحد برده لما بيقرأالكلام تانى بيركز .
هى فعلا حياتنا مجموعة من المتضادات , بس سبحان الله , بالرغم من كدا فيه توازن عجيب و تكامل أغرب لانها متضادات طبيعية.و لكن للأسف لما بتبقى المتضادات دى بأيدينا أحنا فدا بيزود المشاكل مش بيقللها . بالعكس دا بيبقى صراع ما بين الحق و الباطل أو الخير و الشر . و فى الحالة دى بينجذب كل أنسان لما يمليه عليه دينه , فطرته , تربيته و أنسانيته.
يعنى مش مطلوب ان حياتنا تكون متضاده
و لكن الملطوب انها تكون على رتم هادىء من السلام الداخلى و الخارجى

و بعدين أغلب الناس بتتمنى ان تكون الحياة سكر عالطول , مين فعلا مش بيتمنى كدا و مين هيلاقى حياته كدا و هيرضى يرجع للملح مادام سعيد و السكر دا فى ظل رضا الله عز و جل . بس أنا أتحدى أى أنسان بيعمل لله عز وجل و جاعل حياته لله و يلاقى حياته سكر عالطول لان النار حفت بالشهوات و الجنه حفت بالمكاره.
يعنى لازم نتعب فى حياتنا و نجتهد و نثابر عشان الراحة الحقيقية فى جنة الخلد .
و ساعتها هيكون التعب دا تعب جميل لانه من أجل الله , ساعتها هيكون زى ملح الأكل المظبوط , اللى متنفعش الحياة من غيره .
لكن فى ناس تانيه بتتعب على الفاضى , بتتعب من أجل مظاهر خارجية و الجرى وراء دنيا فانيه , التعب دا بيكون ممتع برده لانه بيحقق مكسب فى الدنيا و لكن بيجلب متاعب كبيرة على النفس فى الدنيا و الأمثلة فى حياتنا كتير و فى الاخره مش بيكون فيه نصيب.

يعنى الحياة كدا كدا فيه ملح , بس أهم حاجة انه يكون مظبوط عشان بعد كدا تبقى حياتنا كلها عسل فى الجنة ان شاء الله .
ربنا يرزقنا جميعا الجنة.

August 13, 2009 at 9:16 PM  

على فكرة احنا الاتنين بنقول نفس الكلام، انا بقول ان احنا في الدنيا والدنيا طبيعتها ان يكون فيها مشاكل والمشاكل دي اللي هي الملح، والدنيا هي اللي بتحطنا الملح ده في حياتنا مش احنا اللي بنحطه...بس احنا شطارتنا باى اننا منخليش الملح ده يبوظ طعم حياتنا لا نخليه مظبوط وميبوظلناش الاكلة...عشان زي ما قلتي مش احنا بس اللي بناكل...وفعلا مين ميتمناش ان حياته تباى سكر على طول..بس السكر مكانش هيباى سكر من غير لما نكون عرفنا طعم الملح...الابيض مكانش هيظهر لو مكانش في اسود حوليه وبعدين احنا بنتكلم عن الدنيا

بس اهم حاجة زي ما قلنا منسيبش الملح يكتر اوي في حياتنا... مش هقولك على اللي حصل ايام مشروع التخرج..بعد ما كنا تيم زي الفل بعد المشاكل والمشادات ما زادت الدنيا كانت عاملة ازاي... ولما جه وقت وكان ممكن اخسر اصحابي بسبب المشروع حسيت اني عندي استعداد المشروع يضيع او ينتهي ومخسرهومش لانهم فعلا كانوا صحاب بجد بس الحمد لله مسيبتش الدنيا تحطلي ملح زيادة في اكلتي...والمشروع عدى بمشاكله وخيره وشره ومبنفتكرش الا تصرفاتنا مع بعض ومشاعرنا لبعض كانت عاملة ازاي

August 13, 2009 at 10:22 PM  

This comment has been removed by the author.

August 13, 2009 at 11:37 PM  

متفقين يا جميل

و انتى كما عهدتك يا عزيزتى
و أرى ان ما فعلتيه الصواب و أن
مينفعش حد يخسر علاقة أنسانية جميلة عشان مشروع أو أى شكل أخر من أشكال المادة

تحياتى لك و تذكروا بعض دائما بالدعاء و بما هو طيب.فقد تنقطع العلاقة بينكم كما كنت تذكرين و لكن يبقى حبل الود موصول بينكم

تحياتى لك و كفاية كدا بقى , هنفضل نكتب و نرد على بعض كتير :-) يالا روحى نامى و لا قولى أذكار الصباح قبل ما تنامى

August 13, 2009 at 11:45 PM  

Zzzzzzzzzz ana nemt w s7eet :D

August 14, 2009 at 10:04 AM  

Post a Comment

<< Home