طى النسيان

Monday, March 12, 2007

فرح و لا جنازة:المرحوم محمد العريس

فى هذه الشقة تعم الزغاريد و البهجة فى عيون الجميع لا يمكن وصفها
ففرح ابنهم الضابط بعد اسبوع , هذا الضابط الذى اصبح الان حلم امه و مهجة والده الذى رأى فيه ما كان يريد
و هكذا كان الحديث فى هذه اللحظات
الجيران : مبروك يا ام محمد , مبروك يا ابو محمد , ميلزمش اى مساعدة
الام و الاب فى صوت واحد : ربنا يكرمكوا و عقبال ما نعمل يوم فرح اولادكم
الجيران : تحبى يا ام محمد نساعدك فى حاجه او ننقل معاكى حاجة لشقته
الام : ربنا يخليكوا , انا و خلاته و عماته خلاص قمنا بالواجب و الشقة كده نقصاهم هما بس
الجيران : ربنا يتمم لهم على خير
التليفون لا يقف عن الرنين
الام : رد يا ابو محمد عى التليفون عشان انا مع الجيران
الاب:حاضر , معلش بس ثوانى عشان معايا ناس على المحمول بتهنينى
الجيران : طيب نستأذن عشان منعطلكوش , و ربنا يتمم لهم على خير
" غادروا المنزل بزغاريد تسمع العمارة و الشارع كله"
الام: تعال بقى يا ابو محمد ريح شوية معايا قبل الزحمة تانى
الاب "يجلس على المنضده مع ابتسامة عريضة ترتسم على وجهة "
الام : بتضحك على ايه يا ابو محمد , ربنا يسعدك دايما
الاب: الحمد لله , ابنك كبر يا ام محمد و هتشوفيه عريس
الام :" لم تتمالك عينها و دمعت دموع الفرح ": الحمد لله يا ابو محمد , عقبال ما تربى عياله فى عزك
الاب : هو فين صحيح؟
الام : فى شغله يا حبيبى , ربنا يحفظه , ما انت عارف ان شغلتهم دى صعبة , و صعب انه ياخد اجازات , و خصوصا انه ان شاء الله هياخد اجازة الاسبوع الجاى عشان فرحه
الاب: ياه , اخيرا يا محمد هشوفك عريس
الباب يفتح و اذا باحمد اخو العريس
احمد: ازيك يا ابو العريس , ازيك يا ام العريس , ايه الجلسة الرومانسية دى
الام: بطل بكش يا واد
الاب: خلاص يا احمد سبنا الرومانسية للعرسان و الشباب الى زيكوا
الام : "ضحكة كبيرة تخرج من قلبها" : ايه يا ابو محمد احنا مش شباب و لا ايه؟!
الاب: الحق يا احمد , اسمع امك بتقول ايه
و تتعالى اصوات الضحك عاليا
ثم يفتح الباب و يدخل محمد
اهلا اهلا بالعريس , قالوها كلهم فى صوت واحد
احمد: فينك يا عريس ؟ انت خلاص يعنى كبرت علينا
محمد: ازاى تقول كده , دا انتوا الخير و البركة
و يحضنه حضن اخوى دافىء
احمد: ياه , فين الحضن دا من زمان
الام : و احنا يا عريس ملناش حضن زى دا
محمد: دا انتى الخير و البركة كلها
الاب : ماشى ماشى , و انا بقى ايه؟
و يعلوا اصوات الضحك مرة اخرى
ثم يدخل محمد الغرفة
الام:رايح فين يا محمد , تعالا عشان تاكل
محمد: حاضر, انا بس هطمئن على مها
احمد: مستعجل على ايه , ما هانت يا عريس
ههههههههههههه
محمد يضرب رقم التليفون
و ترد مها
محمد: ازيك يا حبيبتى , انا كده اقدر اقولها مش خلاص كتبنا الكتاب
مها : قولها يا سيدى بس ما تستعجلش , هتسمعها لحد ما تقول كفاية
محمد: ياريت يا نور عيونى
مها:هههههههه
محمد:بتضحكى على ايه يا روحى , انا منتظر اليوم دا بفارغ الصبر , منتظر الكلمة دى منك من زمان
مها: ما خلاص يا محمد , هانت , و بعدين اصحابى حوليا يعنى
محمد: طيب طيب , كفاية كده , مع السلامة يا حبيبتى , يمكن مقدرش اقولها تانى
مها :بعد الشر عنك , متقولش كده
محمد : لا ابدا , قصدى مش هقدر اقولها بس اليومين دول عشان هنبقى احنا الاتنين مشغولين
مها : ربنا يكون فى عونك يا محمد و تبقى تطمنى عليك
محمد:خلاص يا مها , يلا خلى بالك من نفسك , و ادعيلى عشان هنزل تانى الشغل دلوقتى , السلام عليكم
مها : ربنا معاك و عليكم السلام و رحمة الله
محمد يخرج من الغرفة
الام: يالا يا حبيبى تعال كل
محمد: حاضر يا ست الكل
و يأكل مسرعا
الام: على مهلك
محمد:اصلى نازل تانى يا امى , ما انتى عارفة بقى شغلنا و عارفة كمان انى ببذل كل جهدى الايام دى عشان الاجازة الى هخدها ان شاء الله
الام:ربنا معاك يا محمد
محمد: يالا انا نازل مع السلامه يا ابو محمد , مع السلامة يا ام محمد , مع السلامة يا احمد
كلهم فى صوت واحد : مع السلامه يا محمد و خد بالك من نفسك
ذهب محمد الى عمله
اصدقائه: ازيك يا عريس
محمد: ازيكم .انتوا كل ما هتشفونى هتقولوا كده
اصدقائه: طبعا ,خلاص يا عريس هانت
محمد: ادعولى بس يا زمل, يالا انا هنزل دوريتى , مش العربية موجودة تحت
اصدقائه:ايوه موجودة
محمد: يالا السلام عليكم
اصدقائه: و عليكم السلام, خد بالك من نفسك يا عريس
نزل محمد و ركب سيارة الشرطة و فى اثناء سيرة اذا بعربية يخرج منها صوت فتاة"الحقونى , انا مخطوفة"
محمد "فى نفسه": ما العمل ؟!, لا حل غير السير خلفهم
يخرج صوت الفتاة بقوة اكثر من الاول يجعل دم محمد يفور نخوة و رجولة على هذه الفتاة
و يستكمل السير وراء هذه السيارة و لكنها لا تبدى اعتبار و تكمل هى الاخرى مسرعة
محمد: "فى نفسه"لا حل غير ضرب العجلة
و تنطلق رصاصة من مسدسه ناحية العجلة بعدما وقفوا فى مكان خالى من الناس
ينزل محمد من السيارة لمواجهة سائق العربية و صديقه خاطف الفتاة
و تحدث المواجهة باليد و الضرب الى ان سقط مسدسه و مسكه الخاطف و كانت النتيجة:
رصاصة فى محمد
الفتاة المخطوفة:صراخ و نحيب
محمد: يلتقط انفاسه الاخيرة "اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله"
يعلوا صوت الفتاة بالنحيب و الصراخ
الى ان جاء ت الشرطة بعد اخبارهم بما حدث فى الشارع من بعض الناس عن صراخ هذه الفتاة و سير محمد خلفهم
وصلت الشرطة و لكن متأخرا كأى فيلم عربى معروف نهايته
وصلت و قد خرجت روح محمد الى الرفيق الاعلى
وصلت و هم لا يعرفون انه هذا هو العريس
انه الان فعلا عريس و لعله يتنعم بالحور العين الان
وصلت الاخبارية لمقر عمله
وصلت لاصدقائه و هم لا يصدقون الخبر و يتسألون عن كيفية اخبار اهله
و لكن لا مفر :الوقت تأخر و لابد انهم سيسألون عنه
ذهب احد اصدقائه الى منزله"مجدى" و طرق الباب
تفتح ام محمد الباب و تسلم عليه بالترحاب و تقول:
اتفضل يا بنى , محمد لسه مجاش , اعقبالك
هو فى نفسه"مش هيجى"ثم يقول:
امال فين ابو محمد ؟
الام : استنى هناديه , يا ابو محمد , تعالى سلم على صاحب العريس
الاب:ازيك يا بنى
مجدى:ازيك يا عمى , عمى انا عيزك فى كلمة
بدأ القلق يدب قى قلبه قائلا:خير يا بنى , اتفضل فى الصالون
دخلوا الصالون و بدون مقدمات
مجدى:عمى هاقول لك خبر و لكن تماسك نفسك
الاب:قول يا بنى قلقتنى
مجدى:البقاء لله
الاب:فى مين؟
مجدى:فى ..........فففى محمد
الاب:محمد , مين؟ ابنى , انت بتقول ايه
سمعت الام الخبر و لم تتمالك نفسها ووقعت مغشية عليها
مها تتصل فى هذا الوقت
الاب : مين
مها :مها يا عمى
الاب:محمد مات يا مها محمد مات يا مها
مها:مات
و فى لحظات تتحول الزغاريد الى بكاء و نحيب و تتحول التهانى الى تعازى ويدخل العريس فى قبره بدلا من عش الزوجية, و تساعد الجيران فى جنازته , و تعلوا هذه الاية فى المنزل"يا ايتها النفس المطمئنة , ارجعى الى ربك راضية مرضية , فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى"

مات محمد
مات محمد
مات محمد
اللهم ارحمه و اغفر له

مت يا محمد و كلنا ندعوا لك
مت و لن تكون فى طى النسيان
مت و ستظل انت الشاب الرجل بمعنى الكلمة
مت و انت قدوة لنخوة و رجولة شبابنا
مت و انت المثل فى الاخلاق الرفيعة بشهادة اصدقائك و اهلك
ربنا يرحمك يا محمد

هذه القصة حقيقية و لكننى تخيلت حوارها
posted by Moslma-N at 5:46 PM

8 Comments:

نهاية غير متوقعة

March 17, 2007 at 7:42 PM  

الله يرحمه ويصبر والديه انه شهيد وربنا يوعدنا نكون زيه

April 1, 2007 at 3:07 PM  

هذه هي الحياة مجرد لحظة ...اما تكوني او لا تكوني...و اعتقد انه رحمه الله كان بمعنى الكلمة...
تحياتي للحوار الرائع

April 3, 2007 at 12:05 PM  

السلا م عليكم ور حمة الله وبركاته

تحياتى العميقه لكى وجز اك الله خير ا ع السؤ ال
القصه مؤثره وجميله وقد قمتى بمجهود ر ائع فى صيا غتها

تحيا تى

April 7, 2007 at 7:02 PM  

ااااااااااااه :(

وجعت

الله يرحمة .. الحوار مؤثر اوى على فكره

مودتى

April 7, 2007 at 11:53 PM  

رحمه الله وأسكنه الجنة وزوجه بحور عين,,ان شاء الله هو شهيد
ويارب يكون هذا الحوار الذي دار بالفعل وأتمنى من الله أن يكون محمد نطق الشهادة قبل الوفاة

April 9, 2007 at 8:56 PM  

انتى فين ؟؟

طمنينا عليكى

مودتى

April 12, 2007 at 8:49 AM  

شارم
احيانا نجد نهايات كثيرة غير متوفعة حتى فى حياتنا اليومية
هند
امين
محمود
هى فعلا لحظة , بس اللحظة دى بتبقى قرار صعب قوى
القادم من الريف
و عليكم السلام و رحمة الله
جزانا و اياك , ادعوا الله ان تكون فى خير صحة و حال
فرى
كلنا اتوجعنا , ربنا يصبر اهله
و جزاك الله خيرا على السؤال
احمد
كلنا نتمنى ذلك , ربنا يرحمه

April 15, 2007 at 12:05 PM  

Post a Comment

<< Home